النصيحة للمسلمين الشيعة

Friday, June 16, 2006

استهزائهم بابي هريرة واحاديثه عندهم الجزء الثاني

"مع التيجاني"
لم يكن التيجاني بأحسن حالا من سابقة فهو الآخر سارق بارع يسطو على أفكار الناس وآرائهم ويتبجح بها وينسبها لنفسه ،قال معترفاً في كتابه المضحك " اتقوا الله" (ص 55) بعد أن أورد أكاذيبهما ما نصه :( راجع كتابي محمود أبو رية المصري، والسيد !شرف الدين في أبي هريرة ) . ومعنى هذا أنه أخذ أفكار اساتذته ومشائخه في هذا المنهج في طعن أبي هريرةt سواءاً كان طعنه في شخصه أو في رواياته ، والغريب من هذا الدكتور!! السارق البارع أخذ يقلّدهم في كل صغيرة وكبيرة من تلك الكتاب - أي من كتاب أبي رية والثاني لأستاذه عبد الحسين ووضع في كتابه ، وظنّ شيعته أنه علاّمة في الروايات والأقوال ... لا يعرفون أنه سارق الأقوال و الروايات. و يمكنني تلخيص ملاحظاتي على كتبه بمايلي : إنه يسيئ فهم النصوص عمداً ، ويتحكم في فهمها تحكماً يمليه الهوى لا البحث العلمي ، وسوف أذكر بعض الأمثلة على ذلك : قال في كتابه " اتقوا الله" (ص54-55) :( إن أبا هريرة كان كذوباً غير معتمد عليه، إن كذب أبي هريرة في أحاديثه ملأ الخافقين ، وقد دلت أحاديث أهل السنة على التهمة له بالكذب كانت معلومة بين الصحابة حتى أن عمر ضربه بالدرة المعهودة ....وأن رسول الله (ص) أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب غنم أو ماشية فقيل لابن عمر : أن أبا هريرة يقول أو كلب زرع فقال ابن عمر أن لإبي هريرة زرعا .وفي مسند أبي هريرة يروي عن النبي: من تبع جنازة فله قيراط من الأجر فقال ابن عمر لقد أكثر علينا أبو هريرة . وهناك الكثير أمثال تلك المفتريات والأباطيل قد أجبنا عليها بالتفصيل في الفصل الأول مع عبد الحسين بتوفيق من الله تعالى، فلا داعي لتكرار مرة ثانية . و أما لكشف أباطيل هذا الدكتورالمهتدي!! فلا يسعنا إلا أن نورد بعض تدليساته لكي يتبين للقارئ مدى حقده وبغضه لراوية الإسلام أبو هريرةt وغيره من الصحابةy وطعنه في السنة النبوية وطعنه في الصحيحين البخاري ومسلم، وكذلك طعنه في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيتy كما سيأتي في إنكاره بعض الأحاديث الصحيحة . قال في كتابه فسئلوا أهل الذكر (ص272)تحت عنوان النبي ! يتنازل في أحكام الله حسبما يريد قال : عن أبي هريرة قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال: ما لك قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال صلى الله عليه وآله وسلم :هل تجد رقبة تعتقها قال: لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال: لا فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً قال: لا قال فمكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال: أنا قال خذها فتصدق به فقال: الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك . ثم علق التجاني قائلاً: ( أنظر كيف تصبح أحكام الله وحدود الله التي رسمها لعباده من تحرير رقبة على الموسرين والذين لا يقدرون على تحرير رقبة فما عليهم إلا اطعام ستين مسكيناً وإذا تعذر وكان فقيراً فما عليه إلا بالصوم وهو كفّارة الفقراء الذين لا يجدون أموالا كافية لتحرير أو لإطعام المساكين ولكن هذه الرواية تتعدى حدود الله التي رسمها لعباده ويكفي أن يقول هذا الجاني كلمة يضحك لها الرسول حتى تبدو أنيابه فيتساهل في حكم الله ويبيح له أن يأخذ الصدقة لأهل بيته، وهل هناك أكبر من هذه الفرية على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيصبح الجاني مجازا على ذنبه الذي تعمده بدلا من العقوبة وهل هناك تشجيعاً أكبر من هذا لأهل المعاصي والفسقة الذين سيتشبثون بمثل هذه الروايات المكذوبة ويرقصون لها، وبمثل هذه الرويات أصبح دين الله وأحكامه لعباً وهزؤا وأصبح الزاني يفتخر بارتكابه الفاحشة ويتغنى باسم الزاني في الأعراس والمحافل كما أصبح المفطر في شهر الصيام يتحدى الصائمين ). قلت :لا أدري كيف اهتدى هذا الدكتور إلى مذهب جديد وهو الشيعة !! ولا يعلم أن هذا الحديث يرويه أئمته الذين يعتقد فيهم العصمة؟ فسوف أخرج لك تلك الروايات الثابتة من طرق علي والباقر والصادق من بطون كتب الحديث و مذهبك الجديد . ففي" البحار"( 96/282رواية 13 -كتاب الصوم باب ما يوجب الكفارة وأحكامها -): روينا عن علي (ع) أنه قال : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان فقال: يا رسول الله إني قد هلكت، قال: وما ذاك؟ قال: باشرت أهلي فغلبتني شهوتي حتى وصلت قال: هل تجد عتقاً ؟ قال: لا والله، وما ملكت مملوكا قط قال: فصم شهرين قال: والله ما أطيق عليّ الصوم قال: فانطلق فاطعم ستين مسكينا قال: والله ما أقوى عليه قال: فأمر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمسة عشر صاعاً وقال: اذهب فاطعم ستين مسكيناً لكل مسكين مدّ، قال: يا رسول الله والذي بعثك ما بين لابتيها من بيت أحوج منّا، قال: فانطلق فكله أنت وأهلك . وفي (ص96/279رواية 2): عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر(ع) قال: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هلكت هلكت، فقال: وما أهلكك؟ قال: أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعتق رقبة فقال: لا أجد قال: فصم شهرين متتابعين فقال: لا أطيق فقال: تصدق على ستين مسكيناً قال: لا أجد قال: فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرق أو مكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : خذها وتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق بينا ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فقال: خذه وكله أنت وأهلك فإنه كفّارة لك . وفي(ص281 رواية 9):عن جميل بن دراج عن أبي عبدالله (ع) أنه سئل عن رجل أفطر يوما من شهر رمضان متعمداً فقال : إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ! فقال : ومالك ؟ فقال : النار يا رسول الله فقال: وما لك؟ فقال: إني وقعت بأهلي في رمضان قال: تصدق واستغفر الله فقال الرجل: فوالذي عظم حقك . وقال ابن أبي عمير: فوالذي بعثك بالحق - ما تركت في البيت شيئاً قليلا ولا كثيراً قال: فدخل رجل من الناس بمكتل تمر فيه عشرون صاعا يكون عشرة أصوع بصاعنا هذا هنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خذ هذا التمر فتصدق فقال: يا رسول الله على من أتصدق به وقد أخبرتك أنه ليس في بيتي قليل ولا كثير فقال: خذه واطعمه عيالك واستغفر الله . فلماذا لا تنكر على المعصومين ! وتسألهم: “كيف تصبح أحكام الله وحدود الله التي رسمها لعباده من تحرير رقبة على الموسرين والذين لا يقدرون على تحرير رقبة فما عليهم إلا اطعام ستين مسكيناً ...” ، أيها المدلس المفترى . ولماذا لا تنكر عليهم حينما يفترون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يفتري أبو هريرة حسب ادعائك يا دكتور ؟! هكذا اتضح للقارئ مدى جهل و مفتريات التيجاني بمذهبه الجديد!! وقد يئس هذا ( المهتدي)!! أن يأتي بشيئ جديد، وقد حاول هو الآخر أن يشكك ويطعن في صحيح البخاري ومسلم في بعض أحاديث ، سواءاً كان الرواي أبو هريرة t أو غيره من الصحابة y . ويريدون أن يقولون لأهل السنة بأن مذهبكم باطل ومذهب أهل البيت هو الحق، هذا هو مرادهم وقصدهم . ولكن تبين أن ما رواه أبو هريرة t هو ما رواه أهل البيت !! فتبين أنكم على خلاف ذلك. استنكار التيجاني حديث:" تخفيف خمسين صلاة إلى خمس صلوات": ومن مفتريات هذا الدكتور المفتري!! أنه أخذ يشكك وينكر ويطعن في أصح حديث والمتفق عليه بين الفريقين ، وهو حديث تخفيف خمسين صلاة إلى خمس صلوات . و إليك أيها القارئ ما قاله هذا الدكتور المهتدي!!! عن هذا الحديث ما نصه: ( وأخرج البخاري في صحيحه قصة عجيبة وغريبة تحكي معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولقاءه مع ربه ، وفيها يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم فرضت عليّ خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى ، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت عليّ خمسون صلاة . قال: أنا أعلم بالناس منك عالجت بني اسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله، فرجعت فسألته فجعلها أربعين ، ثم مثله، ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشراً، فأتيت موسى فقال: مثله فجعلها خمساً، فأتيت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت جعلها خمساً فقال مثله، قلت فسلمت فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشراً . وفي رواية أخرى نقلها البخاري أيضاً، وبعد مراجعة محمد ربه عديد المرات وبعد فرض الخمس صلوات، طلب موسى من محمد أن يراجع ربه للتخفيف لأن أمته لا تطيق حتى الخمس صلوات ، ولكن محمد أجابه: قد استحييت من ربي . نعم اقرأ وأعجب من هذه العقائد التي يقول بها علماء السنة والجماعة، ومع ذلك فهم يشنعون على الشيعة أتباع أئمة أهل البيت في القول بالبداء . وهم في هذه القصة يعتقدون بأن الله سبحانه فرض على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته خمسين صلاة، ثم بدا له بعد مراجعة محمد إياه أن يجعلها أربعين،ثم بدا له بعد مراجعة ثانية أن جعلها ثلاثين، ثم بدا له بعد مراجعة ثالثة أن جعلها عشرين ثم بدا له بعد مراجعة رابعة أن جعلها عشراً، ثم بدا له بعد مراجعة خامسة أن جعلها خمساً. ومن يدري لولا استحياء محمد من ربه لجعلها واحدة، أو لأسقطها تماماً . استغفر الله العلي العظيم من هذا القول الشنيع! ولست أشنع عليهم من أجل القول بالبداء ...) . و يواصل التيجاني قائلاً:( ولكن تشنيعي أنا لهذه القصة بالذات وهي - مساومة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه في فرض الصلوات - لما فيها من نسبة الجهل إلى الله عزوجل ومن انتقاص لشخصية أعظم إنسان عرفه تاريخ البشرية، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ تقول الرواية بأن موسى قال لمحمد: أنا أعلم بالناس منك. وتجعل هذا الرواية الفضل والمزية لموسى الذي لولاه لما خفف الله عن أمة محمد . ولست أدري كيف يعلم موسى بأن أمة محمد لا تطيق حتى خمس صلوات في حين أن الله لا يعلم ذلك ويكلف عباده بما لا يطيقون فيفرض عليهم خمسين صلاة؟! وهل تتصوّر معي أخي القارئ كيف تكون خمسين صلاة في اليوم الواحد فلا شغل ولا عمل ، ولا دراسة ولا طلب الرزق ولا سعي ولا مسئوولية، فيصبح الإنسان كالملائكة مكلف بالصلاة والعبادة، وما عليك إلا بعملية حسابية بسيطة لتعرف عدم صحة هذه الرواية ، فإذا ضربت عشر دقائق - وهو الوقت المعقول لإداء فريضة واحدة للصلاة الجماعة- في الخمسين فسيكون الوقت المفروض بمقدار عشر ساعات، وماعليك إلا بالصبر، أو أنك ترفض هذا الدين الذي يكلف أتباعه فوق ما يتحملون ويفرض عليهم ما لا يطيقون، ولعل أهل الكتاب من يهود ونصارى عذرهم مقبول في التمرد على موسى وعيسى ولكن أي عذر يبقى لهم في اتباع محمد الذي وضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، فإذا كان أهل السنة والجماعة يشنعون على الشيعة قولهم بالبداء، وأن الله سبحانه يبدو له فيغير ويبدل كيف يشاء فلماذا لا يشنعون على أنفسهم في قولهم بأن الله سبحانه يبدو له فيغير ويبدل الحكم خمس مرّات في فريضة واحدة وفي ليلة واحدة وهي ليلة المعراج ...) . قلت: سبحان الله ما مدى جهل هذا الدكتور!! يحتج على فرض خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولا يحتج على أئمته أنهم كانوا يصلّون في اليوم والليلة ألف صلاة !! فهذا الحر العاملي بوّب في كتابه "الوسائل"(3/71) كتاب الصلاة " باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة بل كل يوم وكل ليلة إن أمكن" وفيه تسعة أحاديث عن أئمة أهل البيت فراجع . وأيضاً (5/176)" باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة بل في كل يوم وفي كل ليلة من شهر رمضان وغيره مع القدرة " وفيه حديث . وإليك أيها القارئ حديث من هذه الأحاديث : ففي "البحار"( 82/310ح16 ): عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: والله إن كان علي (ع) ليأكل أكلة العبد -إلى أن قال- وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة . وفي (41/15ح6 و82/309 ح10 ): وعنه أنه قال: كان علي بن الحسين يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين .. فانظر إلى جهل هذا الدكتور( المهتدي)!! ثم أن الزمان لا يتسع لألف ركعة لمن ولى أمر المسلمين مع سياسة الناس وأهله، إلا أن تكون صلاته نقراً كنقر الغراب ، وهي صلاة المنافقين التي نزّه الله عنها علياًt ثم لماذا هذا الاستنكار أيها الجاهل من خمسين صلاة ، مع أن هذا من صفات الشيعة !! فقد روى صدوقهم عن أبي بصير قال: قال الصادق(ع): شيعتنا أهل الورع - إلى أن قال - وأهل الزهد والعبادة أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة!!! . بل أن مجموع النوافل مع الفرائض عند الشيعة هو 51 ركعة !! قال ميرزا حسن الحائري في كتابه" أحكام الشيعة" (1/172) في باب" النوافل اليومية": ( وأما النوافل اليومية فمجموعها ضعف مجموعة فرائضها، فهي 34 ركعة . وهل التيجاني اطلع على علم الغيب حتى يحكم في كيفية فرض خمسين صلاة؟!! وإليك أيها القارئ عملية حسابية في ألف ركعة، وعلى سبيل المثال، فلو ضربنا دقيقتين لركعة واحدة يكون ألفين دقيقة، وألفين دقيقة تقسيم ستون دقيقة يساوي ثلاثة وثلاثون ساعة، ما يقارب يومين ونصف يوم !! فمتى كان للإمام وقت لكي يصلّي الفرائض الخمس في أوقاتها ؟!! ومتى يشتغل ؟!! ومتى يعلّم ؟!! ....الخ . وصدق الله العظيم في حق هؤلاء { خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَىسَمْعِهِمْ وَ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَوَةٌ } [ البقرة/7 ] . وأما قوله :( إن أهل السنة في هذه القصة يعتقدون بأن الله سبحانه فرض على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته خمسين صلاة، ثم بدا له بعد مراجعة......) . قلت: لقد مَلئت مصادر الشيعة الفقهية والحديثية والتفاسير أمثال هذه الروايات . وعدّ علماء الشيعة هذا معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وإليك أيها القارئ المتأمل روايات من يعتقد فيهم العصمة من الخطأ والنسيان!! فقد أخرج هذا الحديث ابن بابويه القمي( الصدوق) في كتابه” العلل” (ص132ح1) " باب112- العلة التي من أجلها لم يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه عزوجل التخفيف عن أمته من خمسين صلاة حتى سأله موسى والعلة التي من أجلها لم يسأل التخفيف عنهم من خمس صلوات " عن الحسين بن علوان بن عمرو بن خالد عن زيد بن علي(ع) قال: سألت أبي سيد العابدين(ع) فقلت له يا أبة أخبرني عن جدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به إلى السماء أمره ربه عزوجل بخمسين صلاة كيف لم يساله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال يا بني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شيئ يأمره به فلما سأله موسى (ع) ذلك فكان شفيعاً لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى فرجع إلى ربه فسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات قال: قلت له يا أبه فلم لا يرجع إلى ربه عزوجل ويسأله التخفيف عن خمس صلوات وقد سأله موسى(ع) أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف؟ فقال له : يا بني أراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة يقول الله عزوجل { من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها } ... فهذا إقرار من الإمام بأن هذا التخفيف رحمة من الله تعالى ولطفه بعبادة المؤمنين. فلماذا هذا الجهل أيها الجاهل ؟ قال التويسركاني في تعليقه على الرواية في كتابه " اللئالي"( 4/22 -23 باب في سبب صيرورة الصلاة خمساً والخمس تكتب خمسين) ما نصه: ( أقول: والوجه أن من جاء من هذه الأمة المرحومة بالحسنة فله عشر أمثالها وقد مرّ حديث مبسوط ... وما يدل على سهولة أمر التوبة لهذه الأمة وصعوبتها على الأمم الماضية مضافاً إلى ما مرّ فيه ... ومما يشعر بفضل التوبة أن الله جعل صاحب اليمين أميراً على صاحب الشمال مما دلّ أن مطلق الحسنة من هذه الأمة يكتب لعامله عشراً ) . ونكتفي بعد بهذه الفتوى لسماحة فقيههم آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي في كتاب" صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات"(3/423 سؤال 1233): (قال السائل: ما رأيكم في الرواية التي يذكرها القمي في تفسيره، عن أبيه،عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) التي يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في انحداره ليلة المعراج مرّ على الكليم عليه السلام فسأله عما فرض الله تعالى على أمته، فأجابه خمسون صلاة فقال: إن أمتك لا تقدر عليها فأرجع إلى ربك ... فرجع إلى ربه حتى بلغ سدرة المنتهى .... الرواية . هل هي معتبرة من جهة الدلالة أم لا ؟ قال سماحتهم التبريزي:( الرواية بحسب السند لا بأس بها، فقد رواها الصدوق في "الفقيه" أيضاً وقد رود في بعض الروايات، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طلب من ربّه تخفيف الصلاة عن الأمة، فخففها الله سبحانه إلى عشر ركعات، ثم أضاف إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبع ركعات، وطلبه هذا الأمر من ربّه فهو لإشفاقه على الأمة، وأجاب ربّه إليه صلى الله عليه وآله وسلم فهو كرامة له..) فماذا رأي الدكتور! في هذه الروايات وهذه الفتوى ؟! وهل يستطيع أن يطعن ويتهم حديث أئمة أهل البيت كما اتهم وطعن في صحيح البخاري وفي هذا الحديث الصحيح ؟!! وهكذا يتبين لنا أن التيجاني قليل العلم بالحديث ورجاله ، وبضاعته فيه بضاعة مزجاة ، فلا تعجب أيها القاريء منه بعد هذه الضلالة.
منقول من موقع فيصل نور

يستهزئون من ابي هريرة واحاديثه في كتبهم الجزء الاول

البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان
استنكار عبد الحسين حديث" مسرف كافر غُفِر له "
16- وفي(ص173) أورد عبد الحسين حديث:" مسرف كافر غفر له": أخرج مسلم عن مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: ألا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ قَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ(ص) قَالَ: أَسْرَفَ رَجُلٌ
عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَال:َ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدً فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ الله للأرْضِ أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ أَوْ قَالَ مَخَافَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ .
ذكرنا فيما سبق كيف أن الزانية( الشيعية) قد غفر ذنبها بمجرد أن أوقدت نارأً تحت جدر الحسين !!! ، وذلك الكافر( الكسرى المجوسي) الكافر بالله تعالى وبرسوله، وإنه قد نجا من النار بسبب تمسكه بالولاية !الباطلة . وذلك الشيعي الذي كان يلوط بالصبيان فقد نجا من النار أيضاً بسبب تمسكه بالولاية ! كل ذلك عند عبد الحسين مقبول غير مرفوض، ولكن إذا صدر رواية من أبي هريرة رضي الله عنه أنكر وأخذ يشكك في رواياته .
وإليك هذه الرواية الذي روى إمامك المعصوم قريب مثل هذا الحديث أيضاً .
ففي "الأنوار النعمانية" لنعمة الله الجزائري(4/276 ) قال :" روى الصدوق بإسناده إلى مولانا الامام زين العابدين علي بن الحسين(ع) قال كان في بني اسرائيل رجل ينبش القبور فاعتل جار له فخاف الموت فبعث إلى النباش فقال كيف جواري لك ؟ قال أحسن جوار قال فإن لي إليك جاجة . قال قضيت حاجتك، قا ل فاخرج إليه كفنين فقال أحبّ أن تأخذ أحبهما إليك وإذا دفنت فلا تنبشني ، فامتنع النباش من ذلك وأبى أن يأخذه فقال له الرجل أحب أن تأخذه فلم يزل به حتى أخذ أحبهما إليه ومات الرجل فلما دفن قال النباش هذا قد دفن فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته لأخذنه، فأتى قبره فنبشه فسمع صايحاً يقول ويصيح به لاتفعل ففزع النباش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه ، وقال لولده أي أب كنت لكم ؟ قالوا نعم الأب كنت لنا ، قال فإن لي إليكم حاجة قالوا قل ماشئت فانا سنصير إليه ان شاء الله تعالى ، قال فأحب إذا أنا مت أن تأخذوني فتحرقوني بالنار فإذا صرت رمادا فدقوني ثم تعمدوا بي ريحاً عاصفاً فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر ، قالوا فلما ما ت فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذرّوه قال الله جل جلاله للبر اجمع ما فيك وقال للبحر اجمع ما فيك فإذا الرجل قائم بين يدي الله تعالى فقال له عز وجل: ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن بفعلوه بك ؟ قال حملني على ذلك وعزتك خوفك ، فقال الله جل جلاله فأني سأرضى خصومك وقد أمنت خوفك وغفرت لك .
استنكار عبد الحسين حديث" بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جنباً "
17- وفي (ص175-176) أورد عبد الحسين أحاديث أخرى مستنكراً على أبي هريرة رضي الله عنه على حد زعمه قال: ( ومن سخافات هذا الرجل قوله :" أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَلَمَّا قَامَ فِي مُصلاّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ .
ثم أخذ يصول ويجول يشكك في الحديث قائلاً:( نبرأ إلى الله منه وممن يجيز على رسول الله(ص) الذي كان في جميع أوقاته على طهور وكان الوضوء على الوضوء عنده نوراً على نور وأنبياء الله كافة منزهون عن مضمونه معصومون عما هو دون مما لا يليق بالصديقين وصالحي المؤمنين ) .
قلت: أولاّ : في الحديث فوائد منها:جواز النسيان على الأنبياء في أمر العبادة لأجل التشريع .
ثانياً : قد روى إمامك الذي تعتقد فيه العصمة ! أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم لهم أن يجنبوا في المسجد !
ففي التهذيب عن محمد بن حمران عن أبي عبدالله(ع) قال: سألته عن الجنب يجلس في المسجد ؟ قال: لا، ولكن يمر فيه إلا المسجد الحرام ومسجد المدينة قال: وروى أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا ينام في مسجدي أحد ولا يجنب فيه أحد وقال: إن الله أوحى إليّ أن اتخذ مسجداً طهوراً لا يحل لأحد أن يجنب فيه إلاّ أنا وعلي الحسن والحسين .
بل ذكروا أن علياً رضي الله عنه صلّى بالناس وهو على جنابة !!
فعن عبدالرحمن بن العرزمي عن أبيه عن أبي عبدالله(ع) قال صلّى علي(ع) بالناس علىغير طهر وكانت الظهر ثم دخل فخرج مناديه أن أميرالمؤمنين (ع) صلّى بالناس على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغائب .
فلماذا أيها الجاهل لا تنكر على رواتك الذين يزعمون مثل هذه الخرافات والسخافات ! وهل تتبرا إلى الله منهم ؟
استنكار عبد الحسين حديث" تفضيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على نبي الله موسى عليه السلام
18- وفي(ص 176) أورد عبد الحسين حديث: ومنها في النهي عَنِ تفضيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موسى وحديثه في أن مَنْ قَال:أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ
ثم أخذ يصول ويجول كعادته قائلا:( قد أجمعت الأمة على تفضيله ، وثبت ذلك بالنصوص الصريحة الصحيحة وقامت عليه الضرورة من دين الاسلام ) .
قلت : تناسى أن هذا الحديث الذي أنكره قد رواه إمامه المعصوم أيضاً ! فما بعد الحق إلا الضلال .
ففي "قصص الأنبياء" (ص 495) : عن أبي عبدالله(ع) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى .
قال الجزائري في شرحه لهذا الحديث :( أقول لعل المعنى على تقدير صحة الخبر : أنه لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس ، من حيث المعراج ، بأن يظن إني صرت من حيث العروج إلى السماء أقرب إلى الله تعالى منه ، فإن نسبته تعالى إلى السماء والأرض والبحار نسبة واحدة ، وإنما أراني الله تعالى عجائب صنعه في السماوات ، وأرى يونس عجائب خلقه في البحار ، وإني عبدت الله في السماء ويونس عبده في بطن الحوت ، ولكن التفضيل من جهات آخر لا تحصى ) .
استنكار عبد الحسين حديث" لن يدخل أحداً عمله الجنة إلا برحمته الله"
19- وفي(ص (176) وحديثه: لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَال:َلا ولا أَنَا .
ثم أخذ يصول ويجول كعادته قائلا :( يضرب بهذا الحديث عرض الحائط لمخالفته كتاب الله عزوجل في كثير من آياته ، وحسبك منها: { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا } .
قلت : قد أثبت جمع من مفسرين الشيعة ومنهم شيخك الطبرسي في تفسيره، والفيض الكاشاني في تفسيره ،وعبد علي الحويزي في تفسيره ، والميرزا محمد المشهدي في تفسيره، وعبد الله شبر في تفسيره وغيرهم نقلاً عن مجمع البيان: في قوله الله تعالى:
{ مَن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [ الأنعام /16 ] .
قال المجلسي في شرح تفسير هذه الآية ما نصه:( ويحتمل أن يكون معنى الآية أنه لا يصرف العذاب عند أحد إلابرحمة الله كما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته منه وفضل ...) .
فما رأيك أيها المؤلف بالذين أثبتوا هذا الحديث وهم علمائك ؟!
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان راعي الغنم "
30-وفي(ص176) قال عبد الحسين وحديثه:في أنه مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّ إِلا رَعَى الْغَنَمَ .
ثم أخذ يصول ويجول كعادته قائلا :( وهذا في البعد إلى حد السقوط ) .
قلت: إن كان هذا الحديث في البعد إلى حد السقوط كما تتدعي ، فمعنى هذا " أيها الجاهل " إنك تتهم إمامك المعصوم وثقة إسلامك بذلك !
ففي " البحار"( 6/226 رواية28)نقلاً عن الكافي: باسناده عن جابر: قال أبو جعفر(ع): قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إني كنت انظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعاها وليس من نبي إلا وقد رعى الغنم ... الحديث .
وقال الباقر(ع) :قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني كنت أنظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعها وليس من نبي إلاّ وقد رعى الغنم وكنت أنظر إليها قبل النبوة... .
فلم كل هذا الهجوم والطعن في أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه أهل البيت ؟!
استنكار عبد الحسين حديث" ختن نبي إبراهيم عليه السلام بالقدوم بعد الثمانين "
31- وفي(ص 177) قال عبد الحسين: ومثله حديثه: في أن إِبْرَاهِيمُ (ع) قد وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً من عمره .
قلت: الجواب من وجهين:
أولاً: قال الملهب: ليس اختنان إبراهيم عليه السلام بعد ثمانين مما يوجب عليها مثل فعله، إذ عامة من يموت من الناس لا يبلغ الثمانين، وإنما اختتن وقت أوحى الله إليه بذلك وأمره به .
والثاني: و هذا الحديث رواه إمامك المعصوم .
ففي "قصص الأنبياء " لنعمة الله الجزائري (ص 113 ): باسناد عن الكاظم (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أول من قاتل في سبيل الله ابراهيم الخليل (ع) حيث أسرت الروم ولوطا (ع) فنفر ابراهيم (ع) واستنقذه من أيدهم ، وأول من اختتن ابراهيم بالقدوم على رأس ثمانين سنة .
فلماذا هذا الإنكار على أبي هريرة رضي الله عنه ؟!
استنكارعبد الحسين حديث" عُمْر آدم عليه السلام "
32- وفي(ص 177 قال عبد الحسين وحديثه: إذ خلق الله آدم فمسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها الى يوم القيامة أمثال الذر ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً - أي بريقاً - من نور ثم عرضهم على آدم فقال آدم فقال آدم من هؤلاء يا رب؟ قال: ذريتك فرأى آدم رجلا أعجبه وبيص ما بي عينيه فقال يارب؟ من هذا؟ قال هذا ابنك داود،قال آدم: كم جعلت له من العمر ؟ قال: ستين سنة ، قال: يا رب زده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة ، فقال الله عزوجل : إذن يكتب ويختم فلا يبدل فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت لقبض روحه قال آدم : أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال له ملك الموت أولم تجعلها لابنك داود ؟ قال فجحد فجحدت ذريته! -الحديث- .
قلت: هذا الحديث قد رواه إمامك المعصوم الذي وافق أبو هريرة رضي الله عنه أيضاً.
ففي تفسير العياشي في حديث طويل - عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر(ع) قال إن الله تبارك وتعالى: فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته وهم ذر قال فخرجوا كما يخرج النحل من كورها فاجتمعوا فقال يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق -إلى أن قال - قال أبو جعفر (ع) ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم . قال فمر آدم باسم داود النبي (ع) فاذا عمره أربعون سنة فقال يا رب ما أقل عمر داود وأكثر عمري ؟! يارب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من عمري ، قال ثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا ومحى من عمر آدم ثلاثين سنة وكانت له عندالله مثبتا فقال أبوجعفر (ع) فذلك قولى: { يَمْحُو اللهُ مَا يَشَآءُ يُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَبِ} قال: يمحو الله ماكان عنده مثبتا لآدم وأثبته لداود ما لم يكن عنده مثبتا قال فلما دنى عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه ، فقال له آدم يا ملك الموت قد بقى من عمري ثلاثون سنة ، وقال له ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبي واطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الروحاء ؟ فقال آدم يا ملك الموت ما أذكر هذا ، فقال له ملك الموت يا آدم لا تجهل ألم تسأل الله أن أثبتها لداود ويمحوها من عمرك فاثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ؟ قال فقال آدم فاحذر الكتاب حتى أعلم ذلك قال أبوجعفر (ع) وكان آدم صادقاً لم يذكر ولم يجهل جود الألفاظ قال أبوجعفر (ع) فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلىأجل مسمى لنسيان آدم وجحود ما جعل على نفسه .
قال المجلسي في "البحار"(14/10):( أقول قد مضت الأخبار في ذلك في أبواب قصص آدم عليه السلام وفي بعضها أنه زاد في عمر داود عليه ستين سنة تمام المائة ، وهو أوفق بسائر الأخبار، والله أعلم ) .
استنكار واستغراب عبد الحسين حديث" احتجاج آدم و موسى "
33- وفي(ص177) قال: ومثله حديثه:" عن آدم وموسى مثلهما يتحاجان".
ثم كعادته أخذ يشكك في الحديث النبوي قائلاً:( على كيفية تدل أنهما كانا من القدرية، وقدى ظهرفيها آدم على موسى فحجه إلى كثير مما لا يليق بالأنبياء ،و يجب تنزيههم عنه ) .
وإليك أيها القارئ تمام هذا الحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ .
قلت: روى هذا الحديث أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .
ففي تفسير القمي بإسناده عن ابن عمير عن ابن مسكان عن أبي عبدالله(ع) قال: أن موسى (ع) سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (ع) فجمع ، فقال له موسى : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ،وأمرك أن لا تأكل من الشجرة ؟ فلم عصيته ؟ قال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة ؟ قال : بثلاثين سنة ، قال : فهو ذلك ، قال الامام الصادق(ع) فحج آدم موسى (ع) .
وقال المجلسي في بيان الحديث ما لفظه:( وجدان الخطيئة قبل الخلق إما في عالم الأرواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح ، أو أنه وجد في التوراة أن تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة ، ويدل على الأخير ما سيأتي في خبر مسعدة ، وقوله (ع):( فحجّ) أي غلب عليه في الحجة وهذا يرجع الى القضاء القدر ) .
وقال عبد الصاحب في كتابه الأنبياء (ص 28-29) في تعليقه على هذه الرواية ما نصه: ( والذي يفهم من جواب موسى لآدم (ع) من أن الخطيئة كائنة ومقدرة من قبل خلق آدم ومن عالم الذر ، قلت خلق الأرواح قبل وجوده بألفي عام وهي المسئلة التي هي معركة الآراء وقد هلك فيها ناس كثير لسوء فهمهم وتأملهم وعدم تعقلهم الحقيقة فيها ،وهي مسألة قضاء الله وقدره لمخلوقه قبل وجوده ).
فماذا يقول عبد الحسين ما رواه إمامه وما أثبته مشائخه في شرح الحديث؟ !!
استغراب عبد الحسين حديث"مشي العلاء الحضرمي على البحر مع جنوده "
34- وفي (ص 178) قال عبد الحسين:( وما أكثر حديثه في خوارق النواميس الطبيعية، وحسبك منها( مضافاً إلى ما سمعته آنفاً) حديثان نجعلها خاتمة هذا الفصل).
أحدهما: حديثه إذ كان - فيما زعم- مع العلا بن الحضرمي لما بعث في أربعة آلاف إلى البحرين فانطلقوا حتى أتوا على خليج من البحر ما خاضه قبلهم أحد ولا يخوضه بعدهم أحد !) .
قال أبو هريرة: أخد العلا بعنان فرسه فسار على وجه الماء وسار الجيش وراءه قال: فوالله ما ابتل لنا قدم ولا خف ولا حافر ؟؟ الحديث ) .
قلت: وهذا الحديث موضوع باتفاق أهل العلم، ولا يحتج به عند المحدّثين .
بل أراد عبد الحسين أن يشفي غليله من أحاديث أبي هريرة رضي الله عنهسواءاً كانت أحاديث صحيحة أو ضعفية أو موضوعة ...
وإن كنت تريد خوارق النواميس الطبيعية وما أكثر ما ادعيتم لأئمتكم،وأنهم أفضل من الأنبياء والملائكة !!
وإليك ما رواه علمائك في ذلك، لقد ألف أحدهم ويُدعى "هاشم البحراني" كتاباً مستقلاً في معاجز الأئمة الاثنى عشر ! وسمّاه " مدينة معاجز"!!
وذكر هاشم البحراني في كتابه المذكور(1/430 رواية 290): الباب السبعون ومائة " اليهودي الذي عبر الماء على مرطة باسم أمير المؤمنين(ع) ونظر(ع) إلى الماء فجمد !!
البرسي: قال: روى صاحب عيون أخبار الرضا(ع) قال: إن أمير المؤمنين(ع) مرّ في طريق فسايره خيبريُّ فمرّ بوادٍ قد سال، فركب الخيبري مربطة، وعبر على الماء!!، ثم نادى أمير المؤمنين(ع): يا هذا لو عرفت ما عرفت لجزت كما جزت، فقال له أمير المؤمنين (ع) مكانك، ثم أومأ بيده إلى الماء فجمد!! ومرّ عليه فلما رأي الخيبري ذلك
أكب على قدميه وقال له: يا فتى ما قلت حتى حوّلت الماء حجراً ؟!! فقال له أمير المؤمنين (ع) : فما قلت أنت حتى عبرت على الماء ؟!! فقال الخيبري: أنا دعوت الله باسم العظيم .... .
وفي (2/11 رواية 356): " ارتفاعه (ع)- أي الإمام - في الهواء " !!
البرسي: قال: روى صاحب المنتخب أن علياً(ع) مرّ إلى حصن ذات السلاسل، فدعا بسيفه ودرقته، وترك الترس تحت قدميه والسيف تحت ركبته، ثم ارتفع في الهواء! ثم نزل على الحائط وضرب السلاسل ضربة .... .
وفي (ص 11-12 رواية 357) " اتباعه (ع) الطير الذي أخذ خفّه " !!
فعن أبي جميلة، عن أبي عبد الله(ع) قال: نزع علي(ع) خفّه بليلٍ ليتوضأ، فبعث الله طائراً فأخذ أحد الخفّين فجعل علي (ع) يتبع الطير وهو يطير!! حتى أضاء له الصبح ثم ألقى الخفّ ...
وفي (5/10 رواية 1422): " صنع فيلاً من طين فركبه(ع) فطار به إلى مكّة ".
قال: حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر(ع) وقد صنع فيلاً من طين فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر(ع) فقلت له : أخبرني جابر عنك بكذا وكذا ؟ فصنع فركب وحملني معه إلى مكة وردّني.
وفي(6/158 رواية 1916):" إخراج الفارسين من حافّة بحرٍ من تحت الأرض"
فعن أبي بصير، قالك كنت عند أبي عبد الله(ع) وعنده رجل من أهل خراسان، وهو يكلّمه بكلام لم أفهمه، ثم رجعا إلى شيئ فهمته، فسمعت أبا عبد الله(ع) يقول، وركض أبو عبد الله(ع) رجله الأرض، فإذا بحر تحت الأرض، على حافته فارسان قد وضعا أذقانها على قرابيس سروجها . فقال أبو عبد الله(ع) هؤلاء من أنصار القائم .
(ص 159-160 رواية 1917 ) " خبر انفلاق البحر " .
فعن داود الرقّي، قال: جاء إلى أبي عبد الله(ع) فقال له: ما بلغ من علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم - إلى أن قال- فأخذ بيد الرجل ، ثم انطلق حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربّه أظهر ما فيك فانفلق البحرعن آخر ما فيه وظهر ماء أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل،وأطيب رائحة من المسك ...قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلاً مسرّجة ملجمة ولها أجنحة، فقلت: يا با عبد الله، ما هذه الخيل ؟ فقال: هذه خيل القائم !!
و(ص201 رواية 1945):" صعوده (ع) إلى السماء، و نزوله بالحربة "
فعن إبراهيم بن الأسود، قال: رأيت موسى بن جعفر(ع) صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور ...
وفي (3/232 رواية 851) " علوّه (ع) في الهواء وغيبوبته في السماء "
وعن جابر قال: رأيت الحسن بن علي وقد علا في الهواء وغاب في السماء فأقام بها ثلاثاً ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار ...
وفي(5/513 رواية 1029):" أنه (ع) اُعطي ما اُعطي النبيّون من إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص والمشي على الماء " !!!
" ارتفع الإمام إلى السماء حتى سدّ الإفق "
وفي كتاب" حياة الإمام العسكري" (ص361): - قال الراوي- حدّث نفسه أن يرى برهاناً من الإمام العسكري، فإذا الإمام إرتفع نحو السماء حتى سدّ الأفق!!
ونكتفي أمثال هذه المعاجز المزعومة التي لا معنى لها . ‍
وما أكثر حديث الأئمة!! في (خوارق النواميس الطبيعية ) ؟‍‍!! فلماذا لم ينكر المؤلف هذه الأحاديث المزعومة كما أنكر على أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ؟
استنكار عبد الحسين حديث" النهي عن المشي بالخف الواحد"
35- وفي (ص197) قال عبد الحسين: ومنها: أنه روى حديثاً في النهي عن المشي بالمخف الواحد فبلغ عائشة ذلك فمشت بخف واحد وقالت لأخالفنّ أبا هريرة.
قلت: فإن هذا الحديث أيضاً احتج به النظام ليطعن في أبي هريرة ، وردّ ابن قتيبة عليه افتراءه . وقد ذكر أبو القاسم البلخي هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها : أنها دخلت في خفها حسكة فمشت في خف واحدة وقالت : لأحنّثن أبا هريرة . . إنه يقول لا يمشي في نعل واحدة ولا خف واحدة .
ثم إن أبا هريرة لم ينفرد بالحديث . فقد روى هذا الحديث أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .
ففي" البحار" ( 76/328 - 329 باب جوامع مناهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومتفرقاتها): بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين(ع) نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأكل عن الجنابة - إلى أن قال - ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعّل وهو قائم ..
وفي(80/191 كتاب الطهارة باب آداب الخلاء) عن أبي بصير عن الباقر(ع) قال: لا تشرب وأنت قائم .... ولا تمش في نعل واحدة فإن الشيطان أسرع ما يكون إلى الإنسان إلى بعض هذه الأحوال ..."
فما رأي عبد الحسين في هذه الروايات التي وردت من طريق أهل البيت رضي الله عنهم ؟!
استغراب واستنكار عبد الحسين حديث إنما الطيرة في المرأة والدابّة :
36- وفي (ص 197) قال عبد الحسين : ومنها: أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله(ص) أنه قال: إنما الطيرة في المرأة والدابة فطارت عائشة شغفاً ثم قال:كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله(ص) ؟ الحديث .
قلت: لماذا يستغرب عبد الحسين ما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ؟! ولا يستغرب ولا يتعجب ما يرويه الأئمة تلك الأحاديث الموافقة والمتفقة لأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ؟ !!
ولماذا هذا الإنكار من عبد الحسين لأبي هريرة رضي الله عنه ولا ينكر على أئمته ؟ !!
فعن خالد بن نجيح عن أبي عبدالله(ع) قال: تذاكروا الشؤم عنده، فقال: الشؤم في ثلاثة : في المرأة والدابة الدار ، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها ، أما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها ، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها .
استنكار عبد الحسين على أبي هريرة بأنه جلس إلى جنب حجرة عائشة وهو يحدّث:
37- وفي (ص 197) قال عبد الحسين ومنها:" أنه جلس مرّة إلىجنب حجرةعائشة يحدث عن النبي(ص) وهي مشغولة في سبحتها فقالت بعد فراغها : ألا يعجبك أبو هريرة يجلس إلىجنب حجرتي يحدّث عن النبي(ص) يسمعني ذلك ؟ وكنت اسبح فقام قبل أن اقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه الحديث " .
قلت: اقرأ معي هذه الروايات وانظر ما صدر من الإمام المعصوم عندك ؟
ففي" البحار"( 7/339 رواية 32):عن إسحاق بن الحارث عن أبيه عن أمير المؤمنين (ع) قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أبو بكر وعمر فجلست! بينه وبين عائشة! فقالت لي عائشة ما وجدت إلا فخذي! أو فخذ! رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... .
وفي(22/244 رواية 11): عن جندب بن عبد الله البجلي، عن علي(ع) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يضرب الحجاب وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها!، فقالت: يا ابن أبي طالب ما وجدت مكاناً لإستك غير فخذي ؟!! ...
وفي(27/155 رواية27)في رواية:" فجلس بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين عائشة فقالت: يابن أبي طالب ما وجدت مقعداً غير فخذي ؟!! ... .
و في (38/297 رواية 3): "وروي أنه سافر ومعه علي (ع) وعائشة ، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينام بينهما في لحاف!!! .
فانظر يا عبد الحسين هذه الشناعات والتشويهات التي لا يرضاها من هو أدنى منهم .
استنكار عبد الحسين حديث:" إذا استيقظ أحداً من النوم فليغسل يده ..."
38- وفي (ص 197) قال عبد الحسين : ومنها: أنه روى عن النبي(ص) أنه قال: متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ؟ فانكرت عائشة عليه فلم تأخذ به وقالت: كيف نصنع بالمهراس .
قلت : وهذا الحديث رواه قومك ، فقد أخرج فخرك المجلسي في "بحاره" (80/333 ): فقد عقد في كتاب الطهارة باباً سماه " سنن الوضوء وآدابه " أثبت فيه هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه الذي أنكرته يا مفتري !!
وأيضاً لم ينفرد أبا هريرة بهذا الحديث ، بل رواه ووافقه أئمة أهل البيت رضي الله عنهم !
وفي " البحار"( 80/333- كتاب الطهارة باب سنن الوضوء وآدابه):
عن أبي بصير عن عبد الكريم بن عتبة قال: سألته عن رجل يستيقظ من نومه ولم يبل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها قال: لا ، لأنه لا يدري أين باتت يده فيغسلها.
استنكار عبد الحسين حديث" من صاحب الكلب انتقص أجره كل يوم قيراط"
39- وفي (ص 198): قال عبد الحسين: ومنها: "ومثله ما في صحيح مسلم أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً : من اتخذكلباً الا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط ، فذكر لابن عمر قول أبي هريرة هذا فقال: يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع - يتهمه يزيادة كلب الزرع ايثاراً لمصلحته - وقد اتهمه بهذا أيضاً سالم بن عبدالله بن عمر في حديث اخرجه مسلم أيضاً ".
قلت : ويكفي أن نختصر على أباطيل عبد الحسين وتدليساته حول روايات أبو هريرة رضي الله عنه ، نذكر روايات أهل البيت الصادقين الذي يثق فيهم ولا يشك في كذبهم!!
ففي " الكافي"( 6/552- باب الكلاب): فعن زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال: ما من أحد يتخذ كلباً إلا نقص في كل يوم من عمل صاحبه قيراط .
وفي "عوالي اللئالي"(1/ 143- 144 ): قال : من اقتنى كلباً إلاضارباً، أوكلب زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان .
فما رأي عبد الحسين في أحاديث أئمته ولعله اقتنع ؟!!
استنكار عبد الحسين حديث" من اتبع جنازة فله من الأجر قيراط "
40-وفي (ص 199) قال عبد الحسين: ومنها: أن ابن عمر سمعه يحدث:" بأن من اتبع جنازة فله قيراط من الأجر" فقال أكثر علينا أبو هريرة ولم يصدقه حتى بعث إلى عائشة يسألها عن ذلك فروت له فصدّق حينئذ والحديث في هذا ثابت .
قلت: لا أدري هل عبد الحسين بالفعل يجهل أحاديث أهل البيت ؟! أم يريد الطعن والتشكيك في راوية الاسلام أبو هريرة رضي الله عنه ، ويزرع الحقد والبغض في قلوب المؤمنين ؟ لماذا الإنكار على أبي هريرة وأئمة أهل البيت قد رووا هذا الحديث ؟!!
ففي " فروع الكافي" (3/173 ): عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: من مشى مع جنازة حتى يصلّى عليها ثم رجع كان له قيراط من الأجر، فإذا مشى معها حتى تدفن كان له قيراطان ،والقيراط مثل جبل أحد .
وفي(3/173 ) عن الاصبغ بن نباته قال: قال أميرالمؤمنين (ع) :من تبع جنازة كتب الله من الأجر له أربع قراريط: قيراط باتباعه ،وقيراط للصلاة عليها ، وقيرطا بالانتظار حتى يفرغ من دفنها ،وقيراط للتعزية .
استنكار عبد الحسين حديث" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"
41- وفي (ص 199) قال عبد الحسين كعادته ما نصه: " وكذلك فعل عامر بن شريح بن هاني إذ سمع أبا هريرة يحدث: بأن من أحب القاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فلم يصدق أبا هريرة بذلك حتى سأل عائشة فرته له وفاهمته المرادى منه والحديث في ذلك ثابت أيضاً .
قال عبد الحسين في تعليقه ما نصه:( ولو أردنا استقصاء الموارد التي ردّ فيها السلف حديث أبي هريرة وأنكروا فيها عليه لطال بنا الكلام، وهذا القدر كاف لما أردناه والحمد لله ) .
قلت: الحمد الله الذي وفقني لتخريج كتابي هذا المتواضع والذي كتبته بعجالة شديدة ، رغم إني حذفت كثيراً من الشروح وغير ذلك عندما رأيت أن الكتاب أخذ يزداد و يطول ، فاضطررت إلى إختصاره ، وعلى كل حال فقد فصّلنا وبيّنا بالأدلة والبراهين من أقوال الصادقين أهل البيت رضي الله عنهم حسب زعمهم ، فكان هدفي هو الاستدلال من رواياتهم.
وأما قول عبد الحسين:( ولو أردنا استقصاء الموارد التي ردّ فيها السلف حديث أبي هريرة وأنكروا فيها عليه لطال بنا الكلام ... ).
أقول: هذه الاتهامات الصادرة من عبد الحسين لأبي هريرة رضي الله عنه كلّها باطلة لا أساس لها من الصحة من أولها إلى آخرها ، لأن الروايات التي اسردناها كلّها موافقة لروايات أهل البيت رضي الله عنهم ، وكما أن علمائكم استشهدوا واستدلوا بها وأثبتوها في مصادرهم .
أقول: وقد ورد هذا الحديث في أصح وأحسن كتاب وهو " الكافي " كما ادعيت في مراجعاتك (ص390): ( وأحسن ما جمع منها - أي من الأصول الأربعمائة - الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي : الكافي .... وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ...) .
فعن عبد الصمد بن بشير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(ع) قال: قلت: أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال: نعم. قلت: فوالله إنا لنكره الموت، فقال: ليس ذلك حيث تذهب إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شيئ أحب إليه من أن يتقدم والله تعالى يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ وإذا رأى ما يكره فليس شيئ أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه .
وكذلك روي عن الإمام السجاد رحمه الله تعالى هذا الحديث: "هذا ما ورد من قوله عزوجل من أحب لقاء الله أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقائه ، لأن هذا كما جاء في الروايات إنما هو حال الموت ...) .
وما بعد الحق إلا الضلال .
موقع فيصل نور


Corporate Logo Design
Hit Counter